سبر القوافي

الشاعر (الشيخ ) البطل … الهُمام …‏‎

ولم أرَ في عُيوبِ الناس شَيئاً … كنَقصِ القادِرِينَ على التَّمامِ


     “الشيخ : الشاعر الرهيف.. غضيض القلب ، الفارس البطل الشجاع المغوار القناص، المتحدث المتعلم والعالم ، المتمم التمام الكامل الباشق الباسق  ، الأطيب الأصعب، التاجر الأكرم الأشجع الأذكى الأخبر والأخير ، والغير مفبرك ” ظاهريا “….. تلك صفات شخص واحد فقط .. نعم لابد وأن ينحدر بدم أزرق بارد وحار معاً .. فحرصت بعض الأسر الحاكمة في الخليج  بشتى الطرق بأغلى و بأبخص الأثمان على إظهار أو تهيئ احد أو عدد واضح من أفرادها بتلك البهرجة الخرافية وكأنه آلهة إغريقية ، حتى اليونانيين حددوا لكل شيء إله فللحب آلهة وللجنس آلهة وللنوم آلهة وللجمال آلهة وللبحر و و و الخ …. أما تلك الأُسر التي لا يكررها الزمان أصرت على إنجاب أسطورة يكون :  شاعر محنك لا يصارعه على حرفه أحد  ولا يضارعه شاعر من أي زمان ولا مكان  على فصاحته وبلاغته ونزاهته  .. وفارس عجزت الفرسان أن تلحق براعته و تباريه على المقدمة بل إنه اتعب الأولين والآخرين .. وتاجر: الشاب صاحب أعلى رصيد والأذكى والأكثر حنكة ودهاءً في إدارة الأعمال .. ومتسلي: الذي يصنف الأكثر دلالاً في الأرض والسماء، المرفه المنزه المتنزه الضحوك الباسم الذي لا يُغلق ثغره ولا يعبس سنه ولا يُعقد له حاجب ..  الذي تُنقّع أظافر قدماه بماء الورد بعد قصّها ، المالك الوحيد  لأندر و أحدث طرق مضيعة الوقت وإفراز الضحك .. 


    ويحرص آخر من نفس تلك الرتبة الكمالية ولكن بصورة تنقض الوضوء؛ على الظهور بالصورة الكرتونية بمضيعة وقت قلم شخص آخر، والذي هو بدوره يفرز كلمات من قريحته الكرتونية ويكتب عنه .. غير ان هناك صفة جميلة أخرى بما أنه ليس بفارس فهو أعظم من مسك المقص وقهر جميع الشرائط … صديق الملابس والعطور .. صديق معابد الجمال والمناضل لها إلى الأبد .. لندع هذا المثال المضحك المبكي لا يهم .. لكن لا يظهر صحفي (ابن سعر بخص) ليسميه ملك الشعراء أو وجهة الشعر الخليجي وشيخ مشايخ القصيد المهند الخليجي  …ولكن لا ننكر بان  الأول أكثر ذكاءً منه فقد أحسن اختيار شعراء أصحاب قريحة ليست بفكاهية فقد أخذ وضعه بكل مكان وزمان واستخدم خُدّامه بذكاء فهو رجل الأعمال المحنك الحر الشبل الذي خرج من ظهر الأسد …


   تقيّأت الساحة الشعبية (الشعرية)  من فنتازيا المشيخة الشهوانية التي ترغب بكل ماهو مثير وليس مثير.. وتعبت من رغبتهم النهمة لتحقيق ما يخطر على بالهم  وبال غيرهم و أخذ ما تمناه غيرهم أيضاً  .. تلك هي النفس الجشعة التي تسعى باخذ كل ما تملك الطبيعة من أدوار بطولية عرضة للمدح والثناء …لا تُعالج الأمور بتدليل النفس بغمسها بالخرافة  لتحقيق ما نقص من داخلها .. ،  تستطيع أن تَبْرع بمجال واحد وتكون حديث الأرض بزمانك و زمانك من كانوا قبلك ومن سـ يكونوا بعدك .. أمّا أن تصبح سلسلة فوازيرية و محط اهتمام الجمهور كأنك قصة مضحكة ومثيرة معاً لا ليس على حساب الشعر .. ليس هو من تشتروه وتبيعوه بسوق النخاسة الأدبية لتظهروا لنا بصورة :الشاعر صاحب (الريشة) الزاهية على رأسه  .. وليس من حقكم أن تستخدموا القصائد كجواري لسد شهواتكم الذي لا تنتهي وإمتاع متابعيكم ، المتابعون الذين يتلهفوا برؤية آخر ما اشتريتموه وليس ما تفضلتوا بكتابته. اكتفت الساحة من الأشكال المعيبة .. أصبحت فكرة الشاعر السارق أو الشاعر من أجل السرقة هي ما يتبادر للعقول عند ذكر كلمة ( شاعر شعبي ) .. الساحة الشعبية تشوهت منكم،  فليس بها مكان يتقبل تشويه  من سموّكم أكثر.. لذا أطلب منكم.. أطال الله أعماركم ..و ثبت بشوتكم : ابعدوا عنها .. فهي ليست هواية للشراء .. هي موهبة وملكة من الله، يبلي بها من يشاء متى يشاء، ليس متى شئتم أنتم يا (طويلين العمر) !!


 


مشاعل الفيصل


‏Twitter : @Negative87