عربي وعالمي

فيلتمان: حزب الله يصنع الأعداء متى يريد وكيفما يحتاج
عون: لا خيار أمام نصرالله سوى الانصياع لأوامري

كشفت صحيفة “الجمهورية” اللبنانية عن وثيقة نشرها موقع “ويكيليكس” عن مذكرة تؤرّخ لاجتماع بين السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان ورئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون.


ففي مذكّرة سرّية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت في 26 أكتوبر 2007 جاء أنّ السفير فيلتمان أوجز التحليلات الأميركية المتعلقة بوضع لبنان الراهن، مشيرا إلى أنّ أيّا من الخيارات لا تبدو أنها تسهم في وصول عون إلى رئاسة الجمهورية، فأجاب ضاحكا: “لا يمكن لأحد أن يقول لي لماذا لا يجب أن أكون رئيسا” معبّرا عن ثقته الكاملة بوصوله إلى الرئاسة.


وأضاف السفير أنّ كلّ التعليقات الغامضة الصادرة عن ممثلي حزب الله وكلّ مراجع وسائل الإعلام المنحازة إليه، لا تشير إلى أنّ حزب الله يدعم فعلا ترشّحه إلى الرئاسة، فأجاب عون أنّ الانتخابات “ستضع حزب الله في الزاوية” ولن يكون هناك من خيار أمامه سوى دعمه لأنّ أهمّ عامل لدى الحزب هو الشعبيّة، وإذا دعم أيّ مرشّح آخر فسيخسر شعبيته وسيعاني تآكلا في شرعيته.


وأكمل عون قائلا: “أنا أتمتع بشعبية حسن نصر الله وحتى أكثر” بين شيعة لبنان، ولذلك لن يجرؤ على المجازفة بموقعه عبر تحدّي إرادة الشارع الشيعي، إضافة إلى ذلك، فإنّ ولاء نصر الله القسري له هو إشارة لمصلحة رئاسة الأخير، كما أنّ نتيجة العاطفة الشيعيّة تجاه عون لن تعطي نصر الله أيّ خيار آخر سوى الانصياع لأوامر عون الرئاسية.


فسأل السفير، هل سيأمر عون بنزع سلاح حزب الله؟ فردّ قائلا: ليس فورا، ولكن حالما يشعر الشيعة بأنّ لديهم “الثقل المناسب” داخل الحكومة وفي رئاسة الجمهورية لن يتمسّكوا بسلاحهم، وإنّما سيحتكمون إلى الدولة. فسأل السفير، هل ستسمح سوريا وإيران لحليفهم الاستراتيجي بهذا القدر من الحرّية؟ فأجاب عون أنّ الشيعة سيكتشفون أن ليس أمامهم أيّ خيار، وليسوا في حاجة إلى الخوف من مسألة نزع سلاحهم في ظل رئاسة عون.


وأشار عون إلى أنّ حزب الله يحكم قبضته على شيعة لبنان عبر التلاعب بالمخاوف، وحالما يحقق عون السلام بين لبنان وإسرائيل، وبعد رحيل حكومة السنيورة، فحينها لن يكون لدى حزب الله أيّ عدو من أجل حشد الدعم. فعلّق السفير أنّ حزب الله يصنع الأعداء متى يريد وكيفما يحتاج، فردّ عون على كلام فيلتمان قائلا: “اتركوا حزب الله لي”.