عربي وعالمي

نبوءة سياسية مبكرة تعززها معطيات
الجنرال سليمان سيحكم مصر بعد أغسطس

فعلياً لا يمكن المجازفة الآن بصرف تحليل أو تدبيج أي نبوءات سياسية تخص مصر ما بعد الثورة ضد نظام الرئيس السابق حسني مبارك، الذي تنحى في الحادي عشر من شهر فبراير الماضي، لكن أكثر ما تلتقي عنده خيوط التحليلات والهواجس هو الغياب التام لنائب الرئيس السابق، الجنرال عمر سليمان الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات المصرية، إذ غاب الجنرال تماما عن الأجواء، كما أنه اختفى تماما عن دوائر التحقيق التي تجري تجرياتها وتحقيقاتها بشأن تجاوزات وإرتكابات النظام السابق، الذي كان الجنرال عمر سليمان أحد أركانه، وأبرز عوامل قوته في السنوات الأخيرة، فالمؤكد حتى الآن أن الجنرال سليمان يحضر لظهور استثنائي سيترك جدلا طويلا.


يعود آخر ظهور للجنرال الى اللحظة التاريخية التي قرأ فيها سطورا أعلن خلالها نهاية النظام المصري، وتلقائيا أبطال موقعه كنائب للرئيس، لكن الجنرال سليمان الذي كان يعرب “دبة النملة” في مصر وخارجها، من خلال تمكن فريد في قيادة جهاز الاستخبارات المصري غاب عن الأنظار، ولم تسجل إطلالة واحدة له منذ ذلك الحين، كما أن أي جهة في مصر لم تتمكن حتى الآن من إخضاعه للتحقيق، أو اتهامه، وهي الاتهامات التي لم يسلم منها لا الرئيس مبارك ولا زوجته وأبنائه، فإذا لم يكن للأمر علاقة بتحضيرات سياسية ما، فإن الجنرال سليمان يخضع لإقامة جبرية، ولا أحد يصل إليه، لأن هذا الرجل كان استثنائيا على صعيد القوة والنفوذ، ويعرف ملابسات كثيرة، وربما تكون مساعي استنطاقه صعبة ومكلفة لجهات كثيرة.


خارج مصر، وداخلها بصورة أقل يسود الانطباع المعزز بالمعطيات أعلاه، بأن الظروف التي تنحى بها مبارك، وإبعاده عن المسرح في الوقت الراهن، يهيء الأجواء أمام ظهور مفاجئ للجنرال بعد أشهر قليلة ليكون مرشحا للرئاسة المصرية في الانتخابات التي ستجري في أغسطس المقبل، علما بأن الجنرال ليس مدانا على الصعيد الشعبي، وغير متهم بالفساد، وأن جماهير ميدان التحرير الغاضبة كانت تقبل مفاوضته، وبالتالي فإن رئاسة الجنرال ممكنة في إطار صفقة من أي نوع مع المجلس العسكري الحالي.