عربي وعالمي

ضعف الإخوان مرجعه القانون 49 الذي يحكم بالإعدام على منتسبيها
الشقفة: وقت الحوار مع نظام الأسد.. انتهى

أكد المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا، محمد رياض الشقفة، أن جماعته ترفض الحوار مع الحكومة في دمشق، لأن دعوتها للحوار “قد تجاوزتها الأحداث”، واصفاً تلك الدعوة بأنها “محاولة لكسب الوقت وللدعاية الإعلامية “.


وأضاف الشقفة في مقابلة أجرتها معه إذاعة “سوا” الأمريكية أمس الخميس، أن كل أطياف المعارضة السورية ترفض دعوات الحكومة للحوار، لأن دمشق “لا تجيد سوى التحاور بالأسلحة”، على حد تعبيره.


وأوضح أن “النظام فقد شرعيته بعدما اقترف كل هذه الجرائم. ولهذا فإن الدعوة للحوار لا قيمة لها، فلو كان النظام صادقاً لبدأ في سحب الجيش من الشوارع، وأوقف إطلاق النار على المتظاهرين”.


وتابع: “لا يوجد هناك أي حوار جدي، وهذا الموقف لا يقتصر على الإخوان المسلمين فقط، بل إن الشارع السوري والمعارضة كلها ترفض هذا اللقاء مع النظام”.


وقال: “إن هناك قضايا كثيرة كان على النظام حلها قبل أن تصل الأمور إلى هذا الحد. كان يجب سحب الجيش من الشوارع والاعتراف بالجرائم ومحاسبة المجرمين، وإلغاء المادة الثامنة من الدستور، وإلغاء القانون 49، وإلغاء القانون الذي يحمي قوات الأمن من المحاسبة”.


وشدد على أن ” تلك القضايا ليست بحاجة إلى حوار وطني، ولو قام بها النظام سابقاً لأمكن الدعوة بعد تنفيذها إلى الحوار، وكان من الممكن التفكير في عرضهم. هذه القضايا تحل خلال ساعات بقرار ولا تحتاج إلى حوار. هذا الحوار مراوغة ولا أعتقد أن هناك من يقتنع بمثل هذه الدعوة”.


وذكر أن المسؤولين في النظام السوري يعتبرون “أن أي تغيير ديمقراطي في سوريا يعني انتهاء حكمهم الذي تفردوا من خلاله بالوطن. والقضية في تقديرنا هي قضية وقت وسينتهي هذا النظام، هؤلاء غير مؤهلين للإصلاح من الأصل. لقد استولوا على السلطة بالقوة، ويعتقدون أن هذه السلطة لا تدوم لهم إلا باستخدام القوة. هذا هو مستوى تفكيرهم الذي نستطيع أن نصفه بأنه عسر بالفهم والتفكير”.


وأشار الشقفة إلى زيارة وفد من المعارضة في الخارج للعاصمة الروسية موسكو، مؤكداً على أن موقف الحكومة الروسية سيتغير بسبب “ضغط الشعب الروسي”.


ونفى وجود أي ضغط من حكومة أنقرة على جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، خصوصاً وأن الحزب الحاكم في تركيا هو من نفس الخلفية الأيديولوجية للإخوان المسلمين، وقال الشقفة إن علاقات الإخوان في تركيا “تقتصر على منظمات المجتمع المدني”.


وأفاد أن جماعة الإخوان ليس لها دور في تحريك المظاهرات في سوريا، مشيراً إلى أن ما جرى هو انتفاضة شعبية شاركت فيها كل فئات المجتمع السوري”، ومدللاً على ذلك بأن الاحتجاجات ليست بذات القوة في مدينتي حلب وحماة، وهما محسوبتان على الإخوان”.


وأوضح أن ضعف الحركة في الشارع يعود إلى “القانون رقم 49 الذي يحكم بالإعدام على أي منتسب للإخوان”.


ورحبت جماعة الإخوان المسلمين على لسان المراقب العام بالحوار مع الولايات المتحدة والغرب عموماً، حيث أكد أن “المرحلة التي مرت شهدت قيام بعض الحكام العرب بإخافة الغرب من الإخوان المسلمين ويجب أن ينتهي ذلك، ويجب على الغرب أن يسمع وجهة نظر الإخوان المسلمين من الجماعة ذاتها حتى يفهم موقفها بشكل صحيح”.


وحول المستقبل، قال الشقفة: “نحن بحاجة إلى دراسة أعمق لمرحلة ما بعد الأسد، لكن إجمالاً نحن لسنا طلاب سلطة، ونريد المشاركة لنضمن نزاهة الحكم ونضمن مصلحة الشعب. نحن مع المشاركة ولسنا مع الاستفراد بالسلطة لأننا طلاب إصلاح. هناك إمكانية أن يكون لدينا موقف مستقبلي شبيه بموقف جماعة الإخوان في مصر عقب الثورة، فحتى لو نجحنا في الانتخابات وحصلنا على نسبة تزيد عن 50%، فإننا لن ننفرد بالسلطة، وهذا موقف واضح من قبلنا”.


وعن العلاقة مع واشنطن، أكد الشقفة “أن جماعة الإخوان لم تجر أي حوار مع واشنطن، وموقفنا من الدول الأخرى مبني على تبادل المصالح ، مع رفض أي تدخل في الشؤون الداخلية”.