عربي وعالمي

أعضاء مجلس الأمن الدولي يتبادلون الاتهامات بشأن تزايد العنف فى سوريا

تبادل أعضاء مجلس الأمن الدولى الاتهام أمس الأربعاء بالمسؤولية عن تزايد العنف فى سوريا وتعهدت الدول الغربية بالعمل على وضع نهاية للصراع خارج إطار المنظمة الدولية فى حين حذرت روسيا من أن سلوك هذا السبيل ستكون له على الأرجح “عواقب وخيمة”.

وعرقلت روسيا والصين بشكل متكرر محاولات لمجلس الأمن تساندها الدول الغربية لزيادة الضغوط على الرئيس السورى بشار الأسد لوضع حد للعنف.

وقال سفير ألمانيا فى الأمم المتحدة بيتر فيتيج فى مناقشة فى مجلس الأمن بشأن الشرق الأوسط أمس “سيدفع الشعب السورى ثمن هذا الفشل”.

ومع الانقسام بين الأعضاء الخمسة الدائمين الذين يتمتعون بحق النقض (الفيتو) فى مجلس الأمن روسيا والصين فى ناحية والولايات المتحدة فرنسا وبريطانيا فى الناحية الأخرى وصل المجلس المؤلف من 15 عضوا إلى طريق مسدود وقالت واشنطن إنها ستبحث عن سبل للتصدى للأزمة فى سوريا خارج إطار المنظمة الدولية.

وقال السفير الروسى لدى الأمم المتحدة فيتالى تشوركين فى مناقشات المجلس بشأن الشرق الأوسط “تتبع واشنطن وعدد من العواصم الأخرى مثل هذه السياسة منذ بداية الأزمة السورية وأدى هذا إلى تفاقمها إلى حد بعيد”، لافتا إلى أن واشنطن “ستتحمل المسؤولية عن العواقب الوخيمة التى يرجح أن تؤدى إليها مثل هذه الخطوات”.وأضاف تشوركين “إن وضعا يقال فيه للمعارضة – وجزء كبير منها لا يريد أن يسمع كلمة حوار – إنها ستلقى مزيدا من المساعدة سيؤدى إلى تصعيد المواجهة ويساهم فيه”.

من جهتها، قالت الولايات المتحدة إنها ستلجأ إلى بدائل مثل مجموعة “أصدقاء سوريا” فى البحث عن سبل للضغط على الأسد بعد فشل مجلس الأمن فى الاتفاق على معاقبة سوريا على انتهاكها لخطة السلام التى توصل إليها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية كوفى عنان.

وقال جيفرى ديلورنتس نائب السفيرة الأمريكية فى الأمم المتحدة “لما فشل مجلس الأمن فى النهوض بمسؤولياته فستواصل الولايات المتحدة العمل مع (أصدقاء سوريا)”، مشيرة إلى أن واشنطن ستعمل على زيادة الضغوط على الحكومة السورية وتدعم المعارضة السورية وتنظم المعونة وتساعد فى الإعداد لانتقال ديمقراطى تقوده سوريا.

وكانت روسيا والصين اعترضت يوم الخميس الماضى بحق النقض (الفيتو) على قرار يهدد السلطات السورية بعقوبات إذا لم تكف عن استخدام الأسلحة الثقيلة فى المدن لأن روسيا قالت إن هذا التهديد من جانب مجلس الأمن منحاز.

وقال مارك ليال جرانت سفير بريطانيا فى الأمم المتحدة فى مناقشة مجلس الأمن “إنهم مستعدون لحرمان المجلس من القدرة على التأثير على الوضع وتغييره إلى الأحسن”، مضيفا “العواقب واضحة: مزيد من العنف وسفك الدماء ووضع متدهور يتسع نطاقه الآن متجاوزا الحدود”، فى إشارة إلى دخول قوات سورية إلى لبنان ومرتفعات الجولان التى تحتلها إسرائيل.

وأوضح السفير الفرنسى لدى الأمم المتحدة جيرار آرو للمجلس “إن العجز الذى قيد حركة المجلس بسبب استخدام روسيا والصين لحق النقض الفيتو لا يترك المجلس بدون بديل”، مضيفا: “سنواصل مساندتنا للشعب السورى وإرساء انتقال ديمقراطى”، وقال إن فرنسا ستواصل مساندة المعارضة فى سوريا.